لقد اختصر علي مقال للكاتب وإخصائي اللغة بيغهام، رئيس تحرير مجلة مختصة بعلم اللغة الكثير مما اريد ان اقوله عن هذا العلم وسوء فهمه وعدم وضوحه لدى الكثيرين. اختصر علي المقال الكثير من الكلمات ، فهو يحكي واقع غاليبة من درسوا علم اللغويات. انه سوء الفهم لهذا العلم وقلة المعرفة به بل وعدم الدراية بوجوده في كثير من الاحيان! ولا يجب ان يقع اللوم هنا على من لم يسمعوا بهذا العلم، بل على اصحاب الدراسة في رأي الكاتب الذين يجدر بهم نشر ما تعلموه بصورة اكبر وبالطريقة التي يستوعبها القارئ الغير متخصص بهذا العلم. ومما يزيد من حجم الفجوة بين المتخصصين بهذا العلم والغير متخصصين به هو عدم الاهتمام به كعلم في كثير من الدول ومنها (وبشكل كبير) الدول العربية. فلا يزال الكثيرون في هذه الدول يستصغرون العلوم الاجتماعية والانسانية.
يسأل الكاتب في حيرة عن سبب عدم ثقافة المجتمع في علم اللغة ويخشى ان يكون المتخصصين في هذا العلم السبب في ذلك لانهم لم يجتهدوا بالشكل الكافي لايصال محتوى هذا العلم ولو بشكل بسيط الى الفرد العادي في المجتمع. اي ان الكاتب يرى ان المختصون بعلم اللغة لم ينشروا هذا العلم الى القارئ الغير متخصص في اللغة كما ينبغي.
يشير الكاتب الى نقطة مهمة وملهمة جدا في نفس الوقت. يقول انه اذا كان بامكان علماء الفيزياء وعلم النفس من نشر الكثير من مفاهيم علومهم للقراء الغير مختصين في هذه المجالات بحيث تصل افاكرهم وحصيلة بحوثهم الى اي فرد في المجتمع، فلماذا لا يفعلون الاخصائيون اللغويون مثل ذلك؟ كانت هذه الفكرة المحركة للكاتب والتي شجعته على بدء مجلة عن علم اللغة التي تسعى لكاتبة مقالات عن احدث البحوث في هذا العلم وشتى مجالاته الفرعية. اي ان المجلة تكتب لغير المتخصصين في هذا المجال، بحيث تصل المعلومة بشكل مبسط وبعيد عن التعقيد لمن يود ان يتعلم عن هذا العلم بغير هدف الاختصاص.
اسعدني قراءة هذا المقال لانه بالفعل لا يكاد المتخصص بعلم اللغة ان يقول انه كذلك حتى تتبدل الوجوه الى علامات استفام كبيرة او سوء فهم حيث يظن الكثيرون ان علماء اللغة هم بالضرورة مدرسوا لغة انجليزية او مترجمون او قد درسوا الادب الانجليزي. لقد جاء الاوان لبذل جهد اكبر لاعلام الافراد في المجتمع وتثقيفهم اكثر عن هذا العلم الذي يسهم في فهم ما قد يكون من اقدم الظواهر البشرية، الا وهي اللغة والتي هي في تطور دائم.
No comments:
Post a Comment